تكنولوجيا
أخر الأخبار

إنترنت الأشياء: واقع ملموس

تعريفه حاضره وتوقعات مستقبلية

اقرأ في هذا المقال
  • ربط أشياء مختلفة تعمل بتطبيقات وتقنيات مختلفة في شبكة واحدة ضخمة ومتماسكة
  • ظهر مصطلح "إنترنت الأشياء" للمرة الأولى عام 1999
  • 75 مليار جهاز "شيء" سيكون متصل بالشبكة بحلول عام 2025

مصدر مصطلح “إنترنت الأشياء”

تشير العديد من المصادر أن مصطلح “إنترنت الأشياء” أو Internet of Things ظهر إلى العلن للمرة الأولى عام 1999 كعنوان لعرض (Presentation) قام به السيد كيفن أشتون خلال عمله مع بروكتر وجامبل. ولكن تاريخ العمل بهذا المصطلح يعود إلى ما قبل هذه الفترة بكثير. حتى أن بعض الكتّاب عاد بالتاريخ إلى بدايات القرن التاسع عشر عندما إخترع بافيل شيلينغ التلغراف الكهربائي في روسيا عام 1832، لن نذهب بعيدًا إلى هذا الحد. فليس من المنطقي أن تكون إنترنت الأشياء قد بدأت قبل إختراع الإنترنت نفسها! لعل أول الأشياء إتصالً بالشبكة (عدا عن جهاز حاسوب أو هاتف) هي ماكينة الكوكا كولا في جامعة جامعة كارنيجي ميلون (Carnegie Mello University) في ولاية بنسلفانيا الأميريكية عام 1982، ترسم بداية فكرة إنترنت الأشياء. في الواقع، طال الحديث عن موضوع إنترنت الأشياء لسنوات وأخذ الكثير من النقاشات، حتى إن السيد آشتون نفسه قال عن الفكرة أنه “لا يزال يُساء فهمها حتى اليوم”. وها نحن الآن بعد 20 عامًا تقريبًا أصبح لدينا فكرة أفضل بكثير عن هذا المصطلح فالتقنيات الحديثة ذاهبة في هذا الإتجاه الآن.

قد أكون على خطأ، ولكني متأكد أن مصطلح “إنترنت الأشياء” ظهر إلى العلن لأول مرة كعنوان لعرض قدمته في بروكتر آند جامبل عام 1999 في محاولة للحصول على إهتمام المسؤولين التنفيذيين في P & G، إتضح أن العنوان لخص فكرة مهمة لا يزال يُساء فهمها حتى اليوم.

كيفين آشتون

بحسب جوجل ترندس فإن البحث عن مصطلح إنترنت الأشياء باللغة العربية بدأ عام 2012 وبلغ أقصى حد عام 2016. هذا يعطينا فكرة عن مدى إهتمام العالم الناطق باللغة العربية بهذه الفكرة على مر السنين.


الإنتقال من إنترنت الأشخاص إلى إنترنت الأشياء

Internet of Thingsلماذا سميت بـ إنترنت الأشياء؟ الإسم بالإنكليزية (Internet of Things) عدا عن كونه جذاب، فإنه يعطي فكرة واضحة عن الحقبة التي نحن بصددها الآن في عالم الإنترنت. فقبل عشر سنوات كان ليطلق على الإنترنت مصطلح “إنترنت الأشخاص” (Internet of People) بكل بساطة لأن أي جهاز متصل بالشبكة يعمل بناءً على تعليمات المستخدم البشري له. أما اليوم فساعة اليد الذكية تقرأ مؤشراتك الحيوية وترسلها إلى ملفك الطبي في المستشفى وقد ترسل إشارة إلى سيارة إسعاف للقيام بنقلك إلى أقرب مستشفى وكذلك هاتفك متصل ببيتك الذكي وسيارتك وإلخ… في الواقع، تشير الإحصاءات أن في الربع الأول من عام 2016 كانت نسبة السيارات متصلة بالشبكة أكثر من نسبة الهواتف، قد تكون هذه المعلومة صعبة التصديق ولكنها صحيحة بحسب كيفين والاس فالإحصاءات أشارت إلى أن نسبة الهواتف في الفترة المذكورة كانت 31%، نسبة الحواسب اللوحية 23% أما نسبة السيارات كانت 32%.

إذًا نحن أمام فكرة بسيطة فإن “الأشياء” ستتصل وتتواصل مع بعضها البعض دون تدخل بشري. فالفكرة بحد ذاتها بسيطة لكن العبرة في المضمون وكيفية التطبيق، فتطبيق الفكرة سيتطلب ربط أشياء مختلفة تعمل بتطبيقات وتقنيات مختلفة في شبكة واحدة ضخمة ومتماسكة.

أين ستطبّق ومن سيتحكم بـ إنترنت الأشياء؟

نظرًا لطبيعتها فإن تطبيقها ممكن على أي شيء ففي عصرنا هذا أي شيء يمكن إيصاله بالشبكة سيتم إتصاله: ساعة اليد، السيارة، البراد، ماكينة صنع القهوة، الغسالة، الأشياء القابلة للإرتداء…إلخ والمصطلح بات معمول به في عدد كبير من قطاعات الأعمال: الإستشفاء، الحكومات الإلكترونية، المدن الذكية، التعليم، الصناعة، الطاقة، النقل، المالية كلها تستعمل إنترنت الأشياء جرئًيا. أما كونها تكنولوجيا قيد التطوير وليست منتج خاضع لسلطة مُصنّع وحيد فإن التحكم بها سيكون صعب وسيتطلب تكافل جهود حكومات مع شركات تكنولوجية عملاقة مثل جوجل، سيسكو، مايكروسوفـت، أمازون وغيرها.

العقبات

مثل أي تغيير وتقدم تقني، تواجه إنترنت الأشياء بعض العقبات التي تبطىء إنتشارها بالسرعة الكافية، في السابق كانت سرعة الإنترنت مشكلة حقيقة أمام توسع وإنتشار إنترنت الأشياء، أما اليوم بوجود السرعات العالية والتوجه نحو إنترنت الجيل الخامس 5G سيساهم إيجابًا في إنتشار ظاهرة إنترنت الأشياء. ولكن هناك العديد من التحدييات والمصاعب التي يجب تسويتها للمضي قدمًا في هذه التكنولوجيا. فبعيدًا عن الصعوبات التقنية بحد ذاتها فإن أمن المعلومات وخصوصيتها من المسلمات التي يجب أخذها بعين الإعتبار مع أي تقدم تكنولوجي. والعامل الآخر الأهم هو عامل السلامة الذي يطرح نقاشات كبيرة خاصة بعد حوادث مماثلة لتلك التي حصلت الأسبوع الماضي عندما صدمت سيارة أوبر ذاتية القيادة إمرأة وأردتها في أريزونا. ولكن في الوقت عينه هذا الحادث المأساوي والمحزن كان من الممكن أن يحدث مع أي سائق أوبر عادي. وقد حدث بالفعل جرائم أسوأ بكثير قام بإرتكبها سائقو أوبر حول العالم، هذا طبعًا لا يبرر حادث سيارة أوبر الذاتية القيادة فالسلامة دائمًا تأتي أولاً خاصة إذا ما أردنا أن نصل إلى مرحلة تكون فيها سيارات ذاتية القيادة تجول شوارعنا.

إنترنت الأشياء واقع ملموس

عندما عرضنا سيناريو الساعة الذكية تلتقط المؤشرات الحيوية لجسدك وترسل بطلب سيارة إسعاف، عند الحاجة، من تلقاء نفسها فنحن لا نتحدث عن محض خيال أو فيلم هيلوودي بل عن واقع قد نتلمسه في مستقبل ليس ببعيد. فمن المقدر أن يكون هناك في المنزل الواحد بمعدل حوالي 50 جهاز متصل بالشبكة في حلول العام 2020. وبحسب الرسم البياني أدناه من Statista فإن أكثر من 23 مليار جهاز سيكون متصل بالشبكة في عامنا هذا 2018 ليصل العدد إلى 75 مليار ونصف تقريبًا بحلول العام 2025 أي بعد أقل من سبعة أعوام. فهل أصبح مصطلح عالم الأشياء واقع ملموس؟ الأرقام تقول: “نعم“.

Satista - IoT: Number of Connected Devices installed Worldwide from 2015 to 2025
Satista – IoT: Number of Connected Devices installed Worldwide from 2015 to 2025

كانت هذه بعض الأفكار عن إنترنت الأشياء التي أردنا مشاركتها معكم. الأيام القادمة ستخبرنا بمدى صوابية التوقعات وكيفية تأثيرها على حياتنا اليومية. شاركونا تعليقاتكم وتابعونا دائمًا على ciatec.com  .

English

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى